ومالها الدراسة من غير تابلت ولا تخفيض لأيام الدراسة!! ياسيادة وزير التعليم




استاذ جامعى يتعجب "من غير تابلت ولا تخفيض لأيام الدراسة!! اولها الصين منبع الفيروس"ياسيادة وزير التعليم
نشر الدكتور مجدى يونس عبر صفحته الشخصيه على الفيس بوك مقالة بعنوان من غير تابلت ولا تخفيض لأيام الدراسة !! 
وقال فيه مازلت أتعجب حتى الآن من إصرار وزير التعليم على إحلال نظام التابلت بالكامل محل نظام التعليم المتعارف عليه في كل الدول ذات النظم التربوية المشهود لها بالكفاءة.

ومازلت أتعجب اقتناص وزير التعليم لفرصة الترويج لتبلتة التعليم محتجاً بالحرص على سلامة ابناءنا من فيروس كورونا فجعل الدراسة العام المقبل لمدة يومان فقط في الأسبوع بالمدارس والباقي من منازلهم اعتماداً على التابلت، بالإضافة إلى التلويح بالأخذ بنظام التقويم عن طريق التابلت في العام القادم في مرحلة الثانوية العامة حتى الصف الثالث الثانوي.

والحقيقة أن سعادة وزير التعليم نسي - او ربما أنه لم يعرف من الأساس - أن التابلت يُعلم فقط ولا يُربي ، فالتابلت هو عبارة عن اداة لتزويد الطلاب بالمعرفة العقلية فقط دون أن يقدم تربية متكاملة تهتم بتنمية الشخصية الانسانية في كافة جوانبها العقلية والوجدانية والبدنية والأخلاقية والاجتماعية والنفسية. ذلك أن التابلت لا يركز الا على الجانب العقلي فقط ويهمل باقي الجوانب ، ولعل هذا يعيدنا بالاذهان الى مفهموم التربية التقليدية الذي كان سائداً في القرن 17، 18، 19 حيث كان الاهتمام بالمعرفة العقلية فقط وكانت النتيجة آنذاك ان المدارس خرجت تلاميذ يحملون المعرفة في عقولهم ولكنهم اتسموا بالاجسام الضامرة والعواطف المتبلدة وافتقدوا مهارات التفاعل الاجتماعي والالتزام الأخلاقي، ناهيكم عن افتقارهم للنمو النفسي السليم وفقدهم للقيم الاجتماعية والبعد عن الأخلاق القويمة لأنهم لم يتعلموا ولم يتدربوا على ذلك في مدارسهم ، واتوقع كمتخصص في التربية أن الدكتور طارق شوقي سيعود بأبنائنا إلى تربية تلك القرون باعتماده على التابلت فقط كأساس للتربية ، وتغييب دور المدرسة التربوي بجعل التعليم بدءً من العام القادم يومان فقط في الأسبوع.

والحقيقة أنني من خلال رصدي لنظم التربية في بلدان العالم المختلفة .. وبمقارنة نظام (شوقي) التعليمي في مصر بالنظم التعليمية المعاصرة في معظم دول العالم لم اجد للنظام (الشوقي) مثيلاً في أي منها ولنأخذ مثالاً لنظام التعليم في الصين تلك الدولة التي تصدر لنا التابلت وايضاً باعتبارها اولى الدول التي تضررت من فيروس كورونا ، فوجدت أن التعليم في الصين مازال معتمداً على الورقة والقلم والملفات التعليمية الورقية ، وأيضاً لم اجدهم خفضوا أيام التعليم بالاسبوع الى يومين أو ثلاث فقط كما هو معمول به الان في مدارسنا - ولننظر للصورة المرفقة بالمقال لنجد ان المعلمة تقف على السبورة وتكتب بالقلم والتلاميذ يجلسون بالكمامات وامامهم كتبهم واوراقهم ويكتبون بأقلامهم - فلا تابلت بأيديهم ولا تغيبوا عن مدارسهم بحجة الالتزام بالتحذيرات الصحية والمحافظة على صحة ابنائهم.

وفي نهاية المقالة أكرر ما سبق أن قلته مراراً وتكراراً من أننا لسنا ضد توظيف التكنولوجيا في التعليم ، ولكن نأخذها كوسيلة مساعدة على التعلم وتيسير الفهم ، وليس كبديل للنظام التربوي ، لأننا نريد تربية متكاملة لكافة جوانب الشخصية المصرية وليس تربية عقلية فحسب تركز على الجانب المعرفي وتهمل الجانب الوجداني والاخلاقي والبدني والنفسي والاجتماعي ، لأن فقدان هذه الجوانب سوف يسهم في تمييع الهوية الثقافية للشخصية القومية المصرية.
اللهم بلغت .. اللهم فاشهد.
دكتور مجدي يونس
كلية التربية - جامعة المنوفية